Monday, February 1, 2016

مبادرة سليمة للتواصل..... البدايات



مبادرة سليمة للتواصل
البدايات
من اين جاءت فكرة مبادرة سليمة وكيف تحولت الي واقع
د:سميرة امين احمد
مبادرة سليمة هي مبادرة محلية للتواصل حول موضوع حساس شغل اذهان الناس واستمر العمل فيه عقوداً من الزمان وله تجارب كثيرة إستفاد منها الكثيرون من وبدون ان أسترسل في تأريخ المسألة بكاملها اود ان اقول ان سليمة تهدف لفتح مجالات وحوارات جديدة للحوار والتواصل بطريقه مختلفه والحديث حول امر يعرفه الكثيرون من الاسر والمجتمع والاصدقاء وعن مسيرة حياه أي فتاة او بنت في السودان .
المسألة تختصر في كيف يمكن ان يبادر السودانيون في طرح نقاش جديد حول  كيف تترك البنت بدون ان تمس بالختان ولأن الامر اخذ وقتا دون ان يطرح في الإعلام الا ان سليمة اخذت مساحة واسعة في التواصل وفتحت اسئلة جديدة جعلت من الاهمية ان نسرد قصة سليمة في السودان.
ويمكن القول بان كل الانشطة السابقة كانت ناجحة وقام عليها اشخاص في التوعية والتدريب ورفع الوعي في القري وتم عمل بحوث ودراسات وبحوث اخرى كثيرة  لايسع المكان لذكرها ولكن يجب علينا ان نشكر الذين عملوا ومازالوا  يعملون منذ الاربعينات في أنشطة لم تتوقف في السودان حتى الان.
كان السؤال الهام في بداية التفكيرحول سليمه هو لماذا استمرت  عادة ختان الاناث بنسبة عالية؟؟ ولماذا  ترد لنا معلومات قومية ودراسات قومية متخصصة او دراسة حالات تستدعي الانتباه؟؟.  كان لابد من مراجعة الطرق والاساليب في العمل السوداني واشراك المجتمع للوقوف على كل المشاكل التي كتبت حول الاذي الذي يتم للبنت ولم تظهر نتيجة ذلك في نسب ممارسة الختان ؟ مازالت هناك نسبة لا تقل عن 80% يتم تكرارها كل 4 سنوات في المسوحات والاحصائيات الرسمية للفئه العمرية من 15-49. الأهم من ذلك إن عدم ممارسة الختان في تلك الفئه العمرية (15-49) سوف يستمر عالياً لأنها فئة لم تتغير خلال السنوات القليله بين المسوحات. بالرغم من ذلك وحسب المسح القومي لصحة للأسره (2010) و(2014) فإن اتجاهات الناس بدأت تتحسن  فبين أكثر من نصف الامهات اللاتي تم  سؤالهن هل هن ينوين  ختان بناتهن ام لا وكانت اجابتهن لا. بالرغم من إن هنالك فجوة بين مستوي المعرفه و بين التحسن في الإتجاهات و الممارسه الفعليه الا أنه قد تاتي لحظه تاريخيه في انخفاض تلك الممارسات وسيكون هناك مستقبل افضل لتلك الطفلات.
في العام 2002 كانت هنالك استراتيجية مع وزارة الصحة مخاطبه كل الجهود في العمل سويا في برنامج قومي لخفض الممارسة ورفع الوعي الصحي  وتحسين المعرفة وتزويد الناس بالمعلومات لترسخ في اذهانهم بما يؤدي الى انخفاض  الممارسة.وبنهاية الاستراتيجية  وعلى ضوء نتائج المسح القومي لصحة الاسرة للعام 2006 كان من الصعب قياس التغير بمقارنة الدراسات السابقة لاقتران الفئه العمرية الاساسية بعدم انخفاض معدل الممارسة فنتائج المسح اظهرت انخفاض في المعدل بين الفئه العمريه من(0-50) ولكن لاتوجد احصائية لقياس التحول او التغيير الحقيقي في الفئه الكثر عرضه للخطر
 تجربة شخصية:مراجعة اثر الرسائل السلبية
انا شخصيا استخدمت احد الافلام لختان الاناث بالطريقتين ما يسمى خطأ (سنة وفرعوني) في جلسات مختلفة مع مجموعات محددة وادت في بعض الحالات  الى اغماء  بعض الحضور وقد كان بالفعل الفلم صادماً لانه يصورعملية الختان كاملة و في الغالب الاعم لم تكن معروفة للمشاهدين. كان لابد من ابتكار طرق جديدة واعادة النظر لتكوين مساحة للتواصل وهنا لا اقصد الاذاعة اوالتلفزيون بل اقصد الحديث  الذي  (يتناقلوه ) البشر فالرسائل السابقه كانت مرسلة من خبراء وتعتبر رسائل جاهزة و يتم التعبير و الحديث عنها بصورة صادمه في شكل الدم –الامواس فالرساءل في مجملها  سلبية – لأن التأثير يكزن مؤقتاً لحظة الصدمه نكن إن عدم كفاية الوسائل لمتابعة تأثيره علي السلوك يجعل من تلك الرسائل السلبية جزية التاثير و قليلة الفاعليه  كما إن إنخفاض الممارسه لم يكن بالمعدلات المرجوة
هنا ظهرت رؤي جديدة تدعو للتسريع في هذا الامر لإستنطاق المجتمع للتحدث بصورة مختلفة.  من خلال البحث  في تلك المرحلة  و مع الإستعانه بخبراء سابقين من النشطاء وعلماء الدين و إختصاصي اللغة وغيرهم تم التوصل إلي ان المشكلة تكمن في:-
v    القلق الذي يصيب الاهل عندما يتحدثون عن ان ابنتهم غير مختونة وهذا القلق جزء من ثقافة شعبية موروثة
v    اللغة المستخدمة كانت سالبة جدا وفيها ذم و(شتيمة) والوصمة اللغوية ظاهرة في اللغة وهي كلمة (غلفاء) لان لها معاني وصلة بمفاهيم اخري مرتبطة في أذهان عامة الناس بسوء السلوك وعدم القبول وايضأ مرتبطة بعدم الطهارة بينما كانت اللغه في الإقناع  بالختان  ايجابية لانها تحث علي الطهارة والعفة والنظافة
v    مايتوقعه المجتمع من السلوك وردة الفعل الاولية تاتي في إطار( اذا الناس بدأت تتخلى عن الختان نتخلى اوالعكس)
v    كانت قرارات التخلي فردية تحتاج الى مساندة جماعية وتحول جماعي
مصادر القلق هذه  استدعت التفاكر حول طرق ووسائل جديدة  نابعة من المجتمع  فكان البحث في اللغة وربطها بثقافة شعبية تقوم علي اطار جديد للقيم التي ارتبطت بالختان  إلي سلوك جديد لا يخدش القيم القديمه اللتي تقوم علي مفهوم (السعادة الجنسية – التوافق – الطهارة  – العفة )
من هنا جاءت فكرة سليمه كإطار جديد لا يخدش الاطار القديم  للقيم و تبدأ بالبحث عن بديل لمخاطبة المجتمع بصورة غير إستفزازيه ومراجعة كل الرسائل  السابقة من  خلال معرض للصور و الرسائل و الإرشادات التي كانت تستخدم في برامج مكافحة الختان ناقش فيه المشاركين\ات مزايا وتعقيدات الرسائل السابقة.
بعد المراجعة والتحليل وجدنا بأننا نحتاج لخبرة ولغة جديدة للتواصل.  بدأ المفكرون, النشطاء والخبراء بالبحث في اللغة عن اسماء تحمل مضامين للرسالة الايجابية التي يحتاجها المجتمع  بعيد عن الرسائل التي تحمل طابع الأوامر( اوقفوا واتركوا ) وأثناء ورشة العمل التي نظمها المجلس الأعلي للطفوله تم اختيار عدة مصطلحات  بكل معانيها وجاءت الفاظ مختلفة مثل لطيفة وكاملة ونظيفة وحلوة وجاءت كلمة طاهرة من طهارة ولكن وجدنا انها غير شاملة للمعني الذي نريده لتفسير الوضع الافضل  للبنت بدون ختان
كان هنالك اقتراح من احد الحضور بتسميتها سالمة ولكني أشرت عليهم الا إن  هناك جمعية تحمل نفس الإسم مما قد يحدث لبساً وقد اقترحت ان تكون الكلمه أو المصطلح سليمةو أكد المشاركون وخبراء التواصل علي انها الكلمة (السحرية) لاحداث التغيير لأنها تحمل المعني الشامل و تصف البنت غير المختونه.
بعد الإتفاق علي المصطلح كان السؤال الابرز في ذلك الاجتماع التشاوري ماهي وسائل التواصل التي نريد ان تحققها سليمة والتي نتمكن  عبرها  من خلق اصوات جديدة تنطلق وتزيد في تواصل مستمر لاستنطاق المجتمع بلغة جديدة وان يكون لها  شعار بألوان لافته للنظر ومقبولة من كل الجمهور في كل انحاء السودان كذلك كان من اللازم لفت النظرإلي اهمية  عدم خلط رسائل سليمة مع  رسائل الختان السابقه ة التي كانت تركز علي الآثار السالبة وان تكون غير مباشرة  ليكثر اللإستفسار عنها  وخلق علامات  الاستفهام التي تؤدي ألي خلق تواصل اكثر مع المجتمع .
الوان سليمة  مستقاه من  حملة لحماية الطفل  "لاحظ واستمع وتحدث" وكان لابد لكيفية التحول في اتجاهات الحوار مع المجتمع فجاءت فالألوان الفرايحية والمبهجة و المحببه لجموع السودانيين.  
تقوم حركة سليمة علي رساله اساسيه هي: (كل بنت تولدسليمة دعوا كل بنت تنمو سليمة) وهي حركة اجتماعية ينتمي لها الكل بدون تميز او تحيز. كما ان استخدام  الاشكال التي تحمل شعار سليمة متثيره للأسئلة حول وخلق  حوار يميل إلي ترك البنت سليمة واذا لم يكن هناك حوار لن يكون هناك تغييركما إن تخاذ قرارات جماعية يعمل علي الحفاظ علي سليمه كقيمة مطلقة تقوم علي إن كل بنت تولد سليمة فلندعوها تنمو سليمة .



No comments:

Post a Comment